×

أخر الأخبار

العراقيون يتفاعلون مع أجواء رمضان بتوطيد العلاقات وتعزيز اللحمة الاجتماعية

  • 29-03-2024, 10:58
  • 30 مشاهدة

مثل جميع الشعوب الإسلامية يتفاعل العراقيون بشكل كبير مع أجواء رمضان كونه يمثل فرصة لخلق روابط جديدة في العلاقات الاجتماعية، لاسيما أثناء الإفطار الجماعي بين العائلات والأقارب أو خلال الذهاب الى المتنزهات أو الأماكن العامة.

وفي هذا الصدد، قالت المواطنة سوسن أحمد لوكالة من كربلاء  الخبر  إنها "تقوم بإعداد كميات كبيرة من وجبات الإفطار لأسرتها وحتى لبناتها المتزوجات، كجزء من إحياء الروح العائلية وتشجيع المشاركة وتجميع العائلة على سفرة واحدة"، مشيرة الى أن "أيام رمضان كفيلة بجمع العائلات، حيث يكون الملتقى، والمخرج من أزمات الحياة وصعوباتها، وينهمك الجميع لإنهاء واجباتهم قبل الإفطار، ليكونوا سوية مع صوت آذان المغرب".

وأضافت أن" طقوس رمضان تنفرد كثيراً، عن الأيام الأخرى، فهي وجبة واحدة، تكون مليئة بكل الأطباق التي يشتهيها كل شخص من العائلة، وإذا ما كانت الأم أحياناً تشعر بتعب من صنع الغداء والعشاء، فإنها في رمضان، ستملك الطاقة للاستمتاع بطبخ وجبات شهية، وحتى التعب يختفي، حتى الأبناء يبدؤون بالتعاون وحمل الأشياء والطبخ".

توطيد العلاقات الاجتماعية وتابعت سوسن، أنها "تقف لساعات طويلة من أجل رؤية أولادها سوية على طاولة واحدة، بملامحهم السعيدة، وهم يتناولون طعامهم المفضل، بعد أن أخذتهم مشقات الدنيا وجعلتهم غير قادرين على الاجتماع سوية في الأيام العادية، ولكن في رمضان الوضع يختلف، إنهم يعودون ويبقون في المنزل بانتظار وجبة الإفطار ومشاهدة المسلسلات".

بدورها، قالت المواطنة بتول الشاكري لوكالة من كربلاء  الخبر  إنها "عملت على إنشاء مجموعة واتساب مع قريباتها للاتفاق والاستفسار على اختيار الطبخات، من أجل تبادل الأطعمة عند الإفطار".
وبينت: "في العادة فإن تواصلنا يكون متقطعاً بسبب مشاغل الحياة، لكن وجدنا في شهر رمضان الفضيل فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية وتوثيق العلاقات من خلال المشاركة في إعداد وجبات الطبخ عن طريق الواتساب"، موضحة أن "رمضان رمز للتكافل الاجتماعي، والأمر لا يقتصر على العائلة والأقارب وحدهم، بل حتى الجيران لهم حصة من هذه العلاقات، حيث تبدأ الزيارات لهم، محملة بطبق من الحلوى والطعام".

مساعدة الفقراء
وأشارت الشاكري الى أن "شهر رمضان ليس للطعام فقط، وإنما فرصة لإحياء العبادات خاصة في مساعدة الفقراء وكفالة العائلات المتعففة وذلك من خلال جمع الطعام، أو المال، وحتى الثياب الخاصة بالعيد للصغار، وفي رمان تزيد فرص التكافل الاجتماعي، وهنالك العديد من المواطنين يقومن بتوزيع السلات الغذائية على العائلات الفقيرة وهذا الأمر أصبح جزءاً لا يتجزأ من بركات هذا الشهر الفضيل".
وذكرت أنه "بالإضافة الى ذلك فإن شهر رمضان في العادة يشهد عودة الكثير من الأقارب المغتربين الى الوطن لما تتميز به أجواء هذا الشهر من ألفة ومودة جماعية، يفتقدونها في غربتهم".

الألعاب الشعبية
المواطن أحمد الساعدي قال لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن"أجواء رمضان وما تتميز به من طقوس أسرية واجتماعية فإنها تتميز أيضاً في إحياء الألعاب الشعبية التي تعد جزءاً من موروثات هذا الشهر المبارك، خاصة لعبة (المحيبس) التي يتميز بها العراق حيث لا يزال الناس يستمتعون بممارسة هذه اللعبة سواء في المنازل أو الأزقة أو الحدائق العامة، مما يظهر روح الاندماج والترابط في ما بينهم".
وأضاف أن "هذه الألعاب على الرغم من أنها ألعاب بسيطة وذات موروث اجتماعي إلا أنها تمثل حالة فريدة في توطيد العلاقات وتزيد الصداقات خاصة مع وجود أجواء التنافس والضحكات المرتبطة بالمواقف الطريفة بالإضافة الى وجود المعجنات والحلويات التي عادة ما يتم توزيعها بعد انتهاء اللعبة".